العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة .. قبل أن نقول كانت هنا يمن

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

اصح يا شعبنا المنكوب بنخبه التي تسيّدت هذا الواقع الباذخ بالارتهان الكامل، والاستعباد البشع..

أصح قبل أن تفيق على ما هو صادم، وتقول “لات ساعة مندم”.

اصح قبل فوات الأوان، وحتى لا نجد ما بقي من أعمارنا وأعمار ابناءنا واحفادنا غير كافية للندم.

(2)

خمسة أشهر يتفاوضون لفتح الطرق التي تمزق شعبنا، ولكنهم لم يفتحوا نصف طريق.
وبدلا عن هذا فتحوا طريق جيبوتي بعد الأردن والقاهرة.

يعني الأن ربما تستطيع السفر إلى اي دولة في العالم، ولكنك ربما لا تستطيع السفر إلى قريتك القريبة.

أنهم يمعنون في تمزيق شعبنا أرضا وإنسانا.
جميع الأطراف لا يريدون يمن، بل يريدون كيانات قزمية يتم الاسترزاق منها على حساب حاضر ومستقبل شعبنا، وعلى حساب اليمن جغرافيا وتاريخ وحضارة..

يقزمون اليمن باسم اليمن، فيما جوهر مفاوضاتهم في حقيقتها تعبر عن تنفيذ أجندات وأطماع إقليمية ودولية قطعا ليس بينها اليمن التي يتعمدون تقزيمها بإمعان وإصرار على نحو لم يسبق له خائن أو عميل أو مرتزق..

(3)

الأمم المتحدة تدير الهدن المتتابعة ليس للعبور بنا إلى السلام، بل لتعبر باليمن إلى التقسيم والتمزيق، فيما رعاة الحرب ينفذون أجنداتهم واطماعهم في اليمن من خلال أولئك الأقزام الذين يريد رعاتهم وداعموهم كسب مزيد من الوقت، لتحقيق مزيد من التمكين لسلطات الأمر الواقع، وكياناتها القزمية، لشرعنة التقسيم التمزيق على نحو يستحيل معه إعادة الوطن إلى سابق عهده، بعد أن تكون المحاصصة والتقسيم قد ضربا جذورهما عميقا في الواقع والوعي.

(4)

الموت لأمريكا، فيما وكالة التنمية الأمريكية تمول المشاريع التقسيمية والتمزيقية في اليمن. والحكومتان في صنعاء وعدن تنفذان هذا المشروع الذي يستهدف وحدة اليمن شعبا وارضا وإنسانا.

(5)

الهدن المتتالية دون العبور إلى السلام، يمكّن الدول الراعية من استمرار نهبها لثروات اليمن، دون قدرة أي طرف من أطراف الحرب والصراع المحلية على تغيير هذا الواقع المحكوم بأطماع الدول الراعية، بل وتصير تلك الأطراف أدوات تنفيذ هذا النهب الجارف لثروة شعبنا وتعطيل موانيه ومصادر إيراداته ومصالحه الحيوية، مقابل فتات لا يغني ولا يسمن من جوع.

(6)

أمّا الحروب البينية التي كانت مؤجلة في سنوات الحرب، فتصير متصدّرة للمشهد والاهتمام، فيما يتم التهميش للقضايا الكبرى، وفي صدارتها استعادة الوطن، وبالموازاة تتم في المفاوضات المماطلة والتسويف للاستحقاقات الشعبية مثل رواتب الموظفين المنقطعة، وفتح الطرق والمعابر، وتحرير جميع الأسرى، وتطبيع الأوضاع الاقتصادية، وتحسين معيشة المواطنين .. غير أن الذابح أن أحوال المواطنين تزداد انحدارا وتدهورا عن تلك التي كانت سائدة في سنوات الحرب.

(7)

ويستمر النهب والفساد ومعه الظلم والاستبداد من قبل تلك الكيانات القزمية، أو ما نسميها سلطات الأمر الواقع، التي أفرزتها حرب السبع سنوات. فيما تحتل استحقاقات أطراف الحرب أولوية قصوى في مفاوضات أطراف الحرب في الهدن لينتهي الحال بكانت هنا يمن.

(8)

ويستمر النهب والفساد ومعه الظلم والاستبداد من قبل تلك الكيانات القزمية المدعومة من الخارج، والتي أفرزتها حرب السبع سنوات عجاف. فيما تحتل استحقاقات أطراف الحرب أولوية قصوى في مفاوضات أطراف الحرب والصراع لينتهي الحال بكانت هنا يمن.

(9)

صنعاء أيضا غير آمنة
قليل هي الحكايات التي تصل إليك
وكثيرة تلك التي لا تصل..

زر الذهاب إلى الأعلى